Font Size: 

يحمل هذا البحث عنوان: "أنماط حل النزاعات بين الزوجين وفقًا للأحاديث: دراسة تطبيقية في الأسرة المسلمة المعاصرة"، ويهدف إلى تحليل أنماط حل النزاعات في الحياة الزوجية استنادًا إلى أحاديث النبي محمد ﷺ، وكيفية تطبيقها في حياة الأسرة المسلمة في العصر الحديث. النزاعات الزوجية هي ظاهرة لا مفر منها قد تنشأ من عوامل متعددة، مثل اختلاف الطباع، الأدوار، والمسؤوليات بين الزوجين. يسلط هذا البحث الضوء على أهمية استخدام منهجيات لحل النزاعات تتماشى مع مبادئ الإسلام لتحقيق الانسجام داخل الأسرة. في الإسلام، الزوجان المثاليان هما من يؤديان أدوارهما ومسؤولياتهما بحب واحترام متبادل، مع تواصل جيد. الزوج يقوم بدور القائد العادل والحامي والمزود باحتياجات الأسرة، بينما الزوجة تحافظ على شرف الأسرة وتدعم الزوج في الخير. يعمل الاثنان معًا لخلق حياة أسرية تقوم على السكينة، المودة، والرحمة، وفق المبادئ التي علّمها رسول الله ﷺ. تم اعتماد منهج وصفي نوعي في هذا البحث، مع تحليل معمق لنصوص الأحاديث وإجراء مقابلات منظمة مع عدد من الأسر المسلمة لفهم كيفية تطبيق مبادئ حل النزاعات المستنبطة من الأحاديث. وتوصل البحث إلى أن أحاديث النبي ﷺ تقدم استراتيجيات لحل النزاعات تشمل التواصل الفعّال، الصبر، التعاطف، التشاور، واحترام الحقوق والواجبات لكل طرف. وأظهرت النتائج أن تطبيق تعاليم النبي ﷺ في مواجهة النزاعات، مثل التسامح، كظم الغيظ، والتواصل بلطف، يمكن أن يقلل التوتر ويعزز الرفاهية العاطفية داخل الأسرة. تشير النتائج إلى أن الأحاديث النبوية تؤكد على أهمية الصبر، التواصل الفعّال، التشاور، واحترام الحقوق والواجبات لكل طرف في حل النزاعات. ومن المتوقع أن تكون هذه النتائج دليلًا للأسرة المسلمة في إدارة النزاعات بحكمة وانسجام، بما يتوافق مع القيم الإسلامية ويتماشى مع ديناميات الحياة الحديثة. أما عن الآثار المترتبة على هذا البحث، فإن القيم والأساليب التي تعلمها الأحاديث لحل النزاعات ذات صلة كبيرة بالأسر المسلمة المعاصرة، والتي تواجه تحديات أكثر تعقيدًا في التفاعل الأسري. ومن المتوقع أن تكون هذه النتائج مرجعًا للأسر المسلمة والممارسين في مجال الإرشاد الأسري لبناء أسر متماسكة تقوم على القيم الإسلامية التي تتكيف مع تغيرات العصر.